الأحد، 4 يوليو 2010

رزق

كتير قوى كنت بأعدى عليهم ؛ تلاقيهم فى كل ميدان قاعدين مستنيين (رزقهم) ؛وعلشان كده بيسموا نفسهم أرزقية ؛ مستنيين أى حد يحتاج لخدماتهم ...يكسر حيطة ؛ يشيل طوب أو رملة ؛ يناول بنا مونة.

يوميها كنت رايح أجيب طرد بريد من شركة تجهيزات طبية من المنتشرين فى شارع خمارويه (بعد جامع الخازنداره بشارعين) ؛ كنت دايما بأعدى من على الرصيف اللى بيقعدوا عليه لحبى الشديد لمشاهدة حوائط الجامع عن قرب ؛ فأنا عاشق لفنون العمارة الأسلامية.

كمان علشان أحسس نفسى بنعمة ربنا عليا وأنه لسه فيه حد فى الدنيا ممكن ظروفى تكون أحسن منه ؛ بمد بصرى على غير العادة ؛ لقيت عربية شيك ونازل منها شاب وبيتجه ناحيتهم ؛ العادى ...أكيد عاوز حد منهم فى شغل ؛ مشيت كام خطوة لقيته فتح الباب الورانى للعربية وبيطلع علب أكل جاهزة وبيوزع عليهم ؛ بصيت للسما زى كل مرة بحس فيها بعملها ؛ عديت من قدامهم وكملت فى طريقى ؛ رحت أجيب الطرد اللى هأستلمه ؛ وأنا قاعد مستنى الطرد يجهز؛ كنت عمال أفكر أنه فعلا الناس بيعدى عليها أيام كتير من غير ما ربنا بيرزقها (تشتغل يعنى) يا ترى بيدبروا أمورهم إزاى ومصاريف بيوتهم ونسوانهم وعيالهم والمدارس والكهربا والأكل والشرب والعلاج والمواصلات ؛ دماغى راحت لميت حاجة وحاجة ؛ ومش عارف ألاقى رد واحد وبصيت تانى للسما ؛ عاوز منها رد.

وأنا راجع برضه عديت من قدامهم ؛ وشايف فى عيونهم فرحة الغداء اللى كلوا بعضهم واللى شالوا الباقيين ؛ أكيد علشان عيالهم ولا علشان حد نفسه يأكله هو من الأكل المعلب ده ؛ والمليون سؤال بيكروا فى دماغى سمعت واحد منهم بيقول للتانى (وأدى ربنا بعت الغداء .......ويعدلها هو فى العشاء ؛ اللى خلقنا مش هينسانا) مشيت كام خطوة وعديت الناحية التانية وقعدت متنح قصادهم على الرصيف التانى