الجمعة، 2 يوليو 2010

فى الميكروباص

منذ عدة أشهر لم أذهب إلى عملى متضايقا ومهموما كاليوم ؛ حتى زملائى لاحظوا أنى متعكر المزاج ومشغول البال ؛ وسألونى عن ما أصابنى وألم بى.

أومأت وهززت رقبتى وقلت لا شئ ؛ تعاركت وأنا قادم إلى العمل مع سواق الميكروباص ولذلك فقط أنا متعكر المزاج. بدأوا بالمزاح (وضربك جامد) ورددت بنعم حتى أريحهم ويصمتون ؛ شعروا بضيقتى وسكتوا ودخلت أسماء المطبخ لعمل النسكافيه لى حتى أهدأ و جلست أفكر فيها ولماذا لم تأتى اليوم ؛ وما قد يكون حدث لها .

عرفتها منذ عدة أشهر فى موقف ميكروباص الألف مسكن ؛ كنت ذاهب إلى عملى مبكرا على غير العادة لأن مديرتى فاض بها أمس وهددتنى بالرفد ؛ بعد كثير جدا من التحذيرات والخصم مرتين من مرتبى.

عندما وقعت عينى عليها لأول مرة ؛ أنجذبت لمظهرها اللافت للنظر ؛ فهى جميلة وملابسها تعبر عن ذوق وإحساس ؛ كما لا أخفى أننى أسرت من جمال ملامحها .. ملامح طفل صغير ...ملامح بريئة فيها طيبة ظاهرة ؛ عيونها التى لا تستقر على مكان وفى داخلهم بريق ولمعان كالسحر ؛ كنت أرى أبتسامة فى عينيها.

حاولت أن أقترب وأن أقف إلى جوارها على غير عادتى فى هذه المواقف ؛ شئ ما جذنبى رغما عنى ...شدنى مغناطيسيا وجعلنى أقترب ؛ وقفت إلى جوارها أتأمل ذلك المخلوق العجيب الذى جعلنى أحس أنه يوجد نوع جديد من البشر لم أقابله ؛ نوع أرقى من كل الذين قابلتهم حتى الأن.

مر كذا ميكروباص كنت أستطيع برغم الزحام أنا أركب فيهم لو أردت ؛ ولكنى أنتظرت.. بعد حوالى ربع ساعة وهى واقفة غير قادرة على المزاحمة وسط الناس ؛ ظهر فجأة شخص صافحها وبدا لى أنها تعرفه ؛ وقفوا قليلا قبل أن يستطيع أن يجد لها وله مكانا فى ميكروباص ؛ ومع فرحتى بأنها ركبت فى نفس طريقى ؛ إلا أن فرحتى لم تدم ثوانى معدودة لأكتشافى عدم وجود مكان لى فى الميكروباص ؛ فوقفت أشاهدها وأشيع الميكروباص والشخص الغريب وأنا فى قمة الحنق.

مر اليوم عليا بطئ كدهر وفكرت فيه فى كل الأحتمالات (هل رؤيتها مجرد صدفة وأنه هذا ليس خط سيرها – هل سأراها غدا – هل لو ده خط سيرها ؛ فهو ده ميعادها – هل هى على علاقة بالشخص الذى ركبت معاه) كثير جدا جدا من التساؤلات وفى النهاية أستسلمت ليد القدر وقلت لنفسى ...بكره مش بعيد.
فى اليوم الذى يليه نزلت قبل الميعاد الذى قابلتها فيه حتى أراها ؛ مجرد رؤيتها كانت ستسعدنى ؛ ذهبت وأنتظرت برغم وجود ميكروباصات فاضية وهذا من المستحيلات فى هذا الميعاد. أنتظرت .....أنتظرت ....أنتظرت وكل نصف دقيقة أنظر للساعة والساعة تعاندنى ولاتريد التحرك (كل هذا الأنتظار وكان قد مر خمسة دقائق فقط) بعد فترة جاءت ولكنها لم تنتظر أحد !!!!!!! ركبت على التو ولم أنتظر ثانية للركوب ؛ لم يكن هناك مكان إلى جوارها ولذلك جلست خلفها.

كان الهواء الذى يأتينى محمل ببضع الخصلات الرقيقة من شعرها ؛ يسكرنى من رقة نسيمه وحلاوته ؛ كنت أشمه بنهم وكأنى لم أذق طعم الهواء من قبل ؛ خصلات شعرها جعلتنى كما النائم من رقة لمساته ؛ وكان الشئ الوحيد الذى يجعلنى مفيقا هو تفكيرى فى كيفية التعرف عليها ؛ فأنا وأن كنت أبدو جريئا إلا أنى فى موقف كهذا خجول جدا ؛ ثم أننى لا أحب أن أظهر أمامها بمظهر المراهق الذى أعجب بفتاة فى الشارع لمجرد أنها جميلة. وكنت أخشى أكثر أن تصدنى فأخسر حتى فكرة تخيلها وهى لطيفة معى يوما ما. فقد رسمت القصة كاملة فى ذهنى ؛ فأنا سريع جدا فى خلق أحلام اليقظة.

يتبع


هناك تعليق واحد:

  1. ميشو الكبير كمل في المدونة دي.
    عم اسلام يشكر بجد انه عمل حركة حلوة زي دي.

    ردحذف